رسائل يسوع في المجلد الثاني – "من أجل سعادة خاصتي ومختاري. يسوع"
(٨ كانون الأول ١٩٩٩)
بعد نشر مجلد "من أجل سعادة خاصتي ومختاريّ. يسوع"، سمعتُ الكثير من التعليقات الإيجابية من أشخاص قد أعطوا موافقتهم للرب وكانوا يبحثون عن وسيلة أو عدة وسائل من أجل أن يستمروا في التقدم ويبقوا مخلصين لموافقتهم.
إذًا في ٤ تموز ١٩٩٩، صلّيتُ الصلاة التالية:
"بيدي الرب يسوع وبشفاعة ماما مريم وبوحدة مع القديسين والقديسات في السماء وعلى الأرض وبمرافقة الملائكة القديسين، أريد أن أقدم إلى الآب قراء مجلد "من أجل سعادة خاصتي ومختاريّ. يسوع" الذين يشعرون بالحاجة إلى مشاركة ما قد تعلموه من خلال هذه القراءة والتعمق به، وإلى تلقي ثمار تأملات الآخرين.
ليسكب الروح القدس نوره في قلب الناس الراغبين في أن يختبروا معًا هذه الطريقة الجديدة للعيش وأن يسمحوا لكائن الحب الجديد هذا الذي يأخذ مكانًا أكبر فأكبر فيهم بأن يعيش، والمعترفين بحاجتهم إلى التضامن لتحقيق ذواتهم بالكامل. شكرًا على سماعك واستجابتك صلاتي."
يستند ما يلي إلى الرسائل الخمس التي تم تلقّيها في ٤ و٦ و٧ و١١ تموز وفي ٢٠ أيلول ١٩٩٩، والتي ستجدونها مجمّعة بحسب إنشاء الجماعات الصغيرة للحب والمشاركة.
لقد كُتِبت هذه الرسائل بروح إصغاء إلى الرب. يجب إذًا قراءتها بالروح نفسه.
لياندر لاشانس
"إنكم تتركون عالمًا منظّمًا وعاملًا على مستوى العقل يتطلب قدرًا كبيرًا من المعرفة والمهارة القائمتين على الأداء والمنافسة، ما يؤدي إلى الخصومات والانقسامات والحروب، إلخ. إنكم تدخلون إلى عالم سيعيش أولًا على مستوى القلب وسيكون فيه الذكاء والمعرفة والمهارة في خدمة القلب. وإن هذه الحالة من الوجود تتطلب نكرانًا للذات وسخاءً وتفانيًا، ما يؤدي إلى السلام والفرح والاتحاد."
"أنتم تعيشون في عالم وضع ثقته في قدرة الإنسان؛ أما العالم الجديد فسيضع ثقته في قدرة حب الله الكلية.
قبل التمكن من العيش في هذا المجتمع الجديد، يجب أن يكون الإنسان جزءً من هذه الكنيسة الجديدة. وعندما نتكلم عن الكنيسة، نتكلم عن الزمالة، عن الجماعة.
إن الحب الذي أسكبه في القلوب يجب أن تتم مشاركته مع الآخرين، ومن هنا تأتي أهمية التواجد في جماعات صغيرة لمشاركة وتلقّي الحب الذي تم تقبّله من شخص أو آخر.
ليس هناك إلا طريق واحد من أجل الدخول إلى هذه الكنيسة الجديدة: تقبّل حبي ونشر الحب والتحول إلى الحب. ستكون هذه الجماعات الصغيرة أماكنًا للتعلم من أجل اختبار ما يرغب كل شخص في عيشه في أعماق كيانه بينما ينمو في الحب الحقيقي دائمًا وفي كل مكان."
"إن الجماعات الصغيرة للحب والمشاركة ستكون أماكنًا للتعلم مع أشخاص تحركهم الرغبة نفسها، ممتنعين عن النظر إلى تحول الآخر، بل فقط إلى تحولهم الداخلي الخاص، حتى تكتشفوا ما عليكم أن تقدموه إلى رحمة الآب حتى تصيروا كائنات ممتلئة من الحب تدع حب الآب يجري بحرية من خلالها.
توجد جماعة عندما يكون هناك شخصان أو أكثر. ولكي يكون هناك مشاركة جيدة، لا يجب أن تتجاوز المجموعة خمسة عشر شخصًا. يمكن أن تُشكَّل هذه الجماعات الصغيرة للحب والمشاركة بمبادرة من شخص واحد أو عدة أشخاص."
"من المستحسن أن تُشكّل جماعات الحب والمشاركة بشكل طبيعي قدر الإمكان من أشخاص من نفس البيئة، نفس المنطقة، نفس البلدة أو القرية، نفس الحي، نفس القطاع المجاور.
لكي يسود الحب، يجب أن يكون هناك مرونة كبيرة في ما يتعلّق بالنقاط الأخرى، خاصة في الوقت المذكور الذي يجب أن يُعتَبَر الحد الأقصى للوقت، بل يمكن أن يقلل كثيرًا لا سيما في المراحل الأولى.
غير أن الوقت المخصص للدخول في علاقة حميمة مع الرب يجب أن يتم احترامه، ولكن لا يجب تجاوزه أبدًا.
يجب أن تكون هذه اللقاءات أسبوعية على قدر الإمكان."
"ستختار الجماعة مكانًا مناسبًا لهذه اللقاءات. فالمنازل الخاصة هي أماكن مناسبة جدًّا، بشرط ألا تسبب إزعاجًا للآخرين الساكنين فيها وألا يسببوا إزعاجًا هم أنفسهم.
من المستحسن أن يتم التناوب بين المنازل مع مراعاة التوافر، ودون أي إجبار لأحد.
ستقرر الجماعة مدة هذه اللقاءات التي يمكن أن تختلف من ساعة واحدة إلى ثلاث ساعات، وذلك حسب رغبة الأعضاء وعاداتهم في الصلاة، وحسب عدد المشاركين.
عندما يستغرق اللقاء ساعتين أو أكثر، يجب أن يتخلله استراحة (استرخاء مع مرطّبات)."
"يجب أن يُعاد النظر في جميع عاداتكم، بدءًا من طريقتكم في الصلاة والتفكير والإصغاء والتكلم.
"يا صغيري، دع الحميمية معي تدخل إلى أعماقك دائمًا أكثر فأكثر. فهذه الحميمية معي هي أساس التحول الذي يحدث فيك. وما يكملها هو علاقتك مع الآخرين التي يجب دائمًا أن تُعاش في هذا المناخ من الحب.
كم هو صعب عليكم أن تعيشوا هذه العلاقة مع الأشخاص الذين هم في طريقكم، فأنتم بحاجة إلى أن تتدربوا مع أشخاص لديهم نفس تطلّعاتكم، ومن هنا تأتي أهمية الجماعات الصغيرة للحب والمشاركة التي ستسمح لكم بأن تتعلموا وتختبروا النقاط التالية:
١. أن تتقبلوا أنفسكم كما أنتم، مع نقصكم وضعفكم.
٢. أن تتقبّلوا الآخر كما هو دون أن ترغبوا في تغييره.
٣. أن تتعلموا أن تصغوا إلى الآخر في ما هو وفي ما يعيشه.
٤. أن تقبلوا أنكم متساوون.
٥. أن يتمكن كل شخص من التعبير عن نفسه كما يريد ودون أن يُجبَر على ذلك.
٦. أن يُدعى كل شخص ليدير اللقاء.
٧. أن يتمكن كل شخص من التعبير عن نفسه وفقًا لاحتياجاته الخاصة دون أن يكون مقيّدًا بإطار صارم جدًّا.
٨. أن يكتشف كل شخص أهمية البحث عن الحقيقة وليس السعي إلى أن يكون على صواب بتبرير الرأي الذي تم التعبير عنه مسبقًا.
٩. أن يتعلم كل شخص أن يثق بالجماعة وبكل عضو من أعضائها.
١٠. أن يتقبّل كل فرد الشخص الآخر الذي يعبّر عن رأي مخالف لرأيه دون أن يشعر بالرفض.
١١. أن تتعلموا أن تغفروا لأنفسكم وللآخرين.
١٢. أن تفرحوا بأن الأشخاص الآخرين الذين هم جزء من الجماعة الصغيرة يحبونكم ويقدرونكم.
١٣. أن تظهروا الحب والتقدير للآخرين.
١٤. أن تكتشفوا أهمية عيش هذه اللقاءات في علاقة حميمة كبيرة مع يسوع الذي يعبّر عن نفسه أحيانًا من خلال شخص وأحيانًا من خلال شخص آخر.
١٥. أن تكونوا دائمًا مُرشَدين ومُلهَمين من الروح القدس، طالبين منه أنواره باستمرار.
١٦. أن تطلبوا وتتوقعوا كل شيء من الآب.
هذه هي بعض النقاط الرئيسية التي يجب أن توجه هذه اللقاءات، متذكرين أن ما هو أساسي وما يجب أن يكون له الأسبقية على كل شيء هو: الحب. فبتقبّل حب الآب يمكن للإنسان أن يعيشه ويعطيه إلى الآخرين.
طوبى لكم لأنكم على هذا الطريق الذي يقود نحو الحب بملء. أحبكم بحنو. أحبك بحنو."
"يا صغيري، لقد قلتُ لرسلي أنه بحبهم بعضهم لبعض سوف يعرف الجميع أنهم تلاميذي. وبنفس العلامة اليوم سوف يعرف الجميع أنكم مختاريَّ. كما أنكم بحبكم للآخرين ستستطيعون أن تلاحظوا إذا كنتم كائنات ممتلئة من الحب أم لا.
تذكروا أن الحل لن يأتي منكم، بل مني أنا، إلهكم. فيمكنكم أن تصيروا كائنات ممتلئة من الحب فقط لأن الحب يحبكم. فكل ما تشعرون أنه يتعارض مع الحب، أعطوه إلى رحمة الآب لكي يغيّره إلى حب."
"حتى وإن لم تقولوا أية كلمة جارحة أو مسيئة للآخر، إذا كانت أفكاركم انتقادية أو سلبية أو مشبعة بالتحيّز تجاه الآخر، فأنتم تمنعون الحب من أن يجري بحرية فيكم ومن خلالكم. ما إن تسيطر عليكم مثل هذه الأفكار المدمّرة، عليكم أن تعطوها إلى رحمة الآب، طالبين منه أن يغيّر قلبكم ليجعله قادرًا على تقبل الآخر كما هو، وليسمح للحب بأن يجري بحرية فيما بينكم.
تعلموا أن تنظروا إلى ما يصنعه الآب من جمال عند الآخر بدلاً من النظر إلى النواقص والأخطاء."
"يجب أن يتم تقبّل الخلافات والصعوبات بكونها مواقف تُظهر هشاشتكم وضعفكم وتدعوكم إلى الاتجاه نحوي أنا، أبيكم، لكي تسلموا لي كل شيء وتتوقعوا كل شيء مني.
من المستحيل أن تحققوا مثل هذا التحول بأنفسكم، خاصة إن كنتم أشخاصًا تميلون إلى الانتقاد، فارضين على أنفسكم وعلى الآخرين مطالبًا كثيرة. وحده الحب لديه القدرة على إجراء مثل هذا التحول، بشرط أن تعطوه الحرية لأن يتصرف ويغير طريقتكم في النظر والتفكير والحكم على الآخرين."
"عندما يتبيّن داخل إحدى جماعات الحب والمشاركة أنها لا تنتج الثمار المتوقّعة، يجب دائمًا الاتجاه نحو الآب لتسليم كل شيء له وتوقع كل شيء منه، وذلك بعد طلب كل شيء منه.
عندئذٍ سيكون على كل عضو أن يقوم بالامتحان بنفسه انطلاقًا من التعاليم الكثيرة الموجودة في هذه الكتابات. وإذا أصبح الاستنتاج صعب الاحتمال، من الأفضل أن يتم الانسحاب مؤقتًا وبلطف من أجل اتخاذ وقت أكثر في حميمية مع الرب بدلًا من الرغبة في فرض إرادتنا على المجموعة أو محاولة تغيير أحد الأشخاص.
من الطبيعي أن يكون هناك لحظات أكثر صعوبة من أجل عيش البعد الحقيقي للغفران ولإدراك أن الحب هو أقوى من كل شيء. ما هو أقل طبيعية هو الانزعاج المستمر."
"بتحولكم إلى كائنات حب، ستنشرون الحب وسيتحوّل الآخرون، ليس بما ستقولونه، بل فقط بما ستكونونه.
سيكون الحب موجودًا في كل من هذه اللقاءات؛ وبهذه الطريقة سوف تصيرون الحب بسرعة أكبر. سأكون دائمًا حاضرًا في الاجتماع حتى أعبّر لكم عن حبي لأنني أحبكم بشكل جنوني.
طوبى لكم لأنكم على هذا الطريق الذي يقودكم إلى ملء الحب. أنتم تصيرون الحب. لا تخافوا؛ أعطوا موافقتكم وسيتولّى الحب كل شيء. تقبّلوا قبلتي، قبلة الحنان والحب."