جميع مجلّداتنا حصلت على إذن بالطبع (Imprimatur) من الكاردينال في لاتفيا، قداسة الكاردينال جانيس بوجاتس (Janis Pujats). إن Imprimatur هي كلمة لاتينية وتعني: "ليُنشَر!"
عند بداية عام ٢٠٠٦، تلقيت نسخة من الترجمة اللاتفية للمجلّد "من أجل سعادة خاصّتي ومختاريّ. يسوع"، الذي كتبه لياندر لاشانس (Léandre Lachance). كان هذا المجلّد الأول من ثلاثية كتب تحمل العنوان نفسه والتي قد كتبها لياندر باللغة الفرنسية. كانت الترجمة اللاتفية ما زالت على شكل مخطوطة، فقد طلبت مني المحررة بلطفٍ أن أقيّمها.
إن تقييم الكتابات الدينية ليست عملًا سهلًا. كوني رئيس أساقفة معيّن من قبل قداسة البابا، يجب أن أقرأ كل نص بدقة شديدة وبأقصى درجات الحذر وبأعلى درجات حس المسؤولية، تجاه الكاتب وتجاه أولئك الذين قد يقرؤون كتبه.
إني أمتنع عن التعليق على الطابع الخارق للطبيعة للرسائل التي ينقلها لياندر في هذه الكتب. لكني أؤكد فقط أنه لا يوجد شيء في هذه الكتابات يتعارض مع الإيمان المسيحي والأخلاق الحميدة. وبناءً على ذلك، يمكن التوصية بقراءة هذه الكتب.
في بداية المجلد الأول (في الحوار الثالث بتاريخ ١١ تشرين الثاني ١٩٩٦)، يخاطب يسوع لياندر سائلًا إياه:
"هل تقبل أن تكون الإنسان الذي لا يعيش إلا لي؟ الإنسان الذي يتخلى عن رفاهيته وصورته وسمعته وخاصةً أفكاره؟"
فهمت على الفور أن هذه الكلمات لا تنطبق فقط على لياندر "الصغير" (كما يدعوه يسوع في هذه المجلدات الثلاث)، بل أيضًا عليّ أنا شخصياً، وعلى أي شخص آخر يرغب في إنشاء علاقات وثيقة وحميمة مع الله.
هذه هي الكلمات المفتاحية. هل أنا مستعد أن أعطي موافقتي ب "نعم" ليسوع، حتى إذا تطلّب مني ذلك تضحيات كبيرة، وحتى إذا كان عليّ أن أتألّم جراء ذلك، وحتى إذا اضطررت أن أحرم نفسي من كل ما هو قريب مني وثمين بالنسبة لي؟
إنه اختيار جادّ، ولكن إذا قرر القارئ أن يجيب ب "نعم" ليسوع، سينال وسيتقبل مضمون هذه الكتب الثلاثة بقلب ممتلئ بالفرح. وستصل إليه رسالة هذه الكتب بعمق وبشكل شخصي.
لقد قابلت لياندر مرتين، في عامي ٢٠٠٨ و٢٠٠٩، بينما كان في لاتفيا لإلقاء المحاضرات وتنظيم الخلوات. أثناء لقائنا الأخير، شكرني بحرارة لإعطائه الإذن بالطبع، أو "موافقة الكنيسة على النشر" للترجمة اللاتفية للكتب الثلاثة التي قد كتبها. وأجبته: "كيف يمكنني عدم القيام بذلك؟ إني لا أرى أي شيء في هذه الكتب يتعارض مع تعاليم الإنجيل."
إني مقتنع أنه خلال السنوات القادمة، سيزداد الطلب على هذه المنشورات الثلاث التي كتبها لياندر وأن العديد من الأجيال القادمة ستستمر على قراءتها. ولا شك أن انتشار هذه الكتب حول العالم لن يجري مثل انتشار "الكتب الأفضل مبيعًا" (Bestsellers) التي تتمتع بارتفاع مفاجئ في الشعبية، والتي بعدها تنخفض شعبيتها بالسرعة نفسها.
بحسب رأيي، إن كون كتابات لياندر نابعة من إلهام داخلي يعطيها معنى أكبر. لا أشك أن الحوار المؤثر بين لياندر ويسوع سوف يلهم أشخاصًا آخرين كثيرين، مقوّيًا بذلك إيمانهم وعلاقتهم مع الله.
إن الكتب التي كتبها لياندر تؤكد لنا أنه لا يمكننا أن نكون فرحين بالفعل إلا بإعطاء الحب ونَيله. كما أنه غير ممكن أن نحصل على السعادة بالمجد أو بالثروة أو بالممتلكات أو بأشياء أخرى نعطيها قيمة كبيرة في عالمنا المعاصر.
إن هذه الكتب تتحدث عن الله على أنه حب. فكيف يمكننا أن نخبر الإنسانية بشكل أوضح عن حب الله الكبير تجاه كل واحد منا؟ إني أدعو كل قارئ لهذه المجلدات أن يتقبل حب الله، وأن يحب قريبه من كل قلبه وأن يصبح كائن حب.
الكاردينال جانيس بوجاتس (Janis Pujats)، رئيس أساقفة مطرانية الكنيسة الرومانية المقدسة في ريغا