بعد خبرة تزيد عن خمسين عامًا في إدارة الأعمال، تعلمتُ أنه عندما نواجه مشكلة، علينا أن نحددها ونتوقف لنكتشف سببها أو أسبابها الحقيقية.
من الواضح أننا نعيش في مجتمع يتصارع مع عدد متزايد باستمرار من المشاكل التي تتضخم بسرعة كبيرة جدًا، فلنفكّر ببساطة في هذه النقاط التالية:
أعتقد أنني اكتشفتُ أحد الأسباب الرئيسية وأنا أقوم بتشبيه مع نسر صغير تعيس جدًّا تم تكييفه ليعيش مثل دجاجة. بعد رحلة قام بها أطفال إلى جبل عالٍ، اكتشفوا بيضةً في عش عصفور. فقرروا أن يأخذوها لتحضنها دجاجات حتى يروا ماذا سيحدث، فخرج منها نسر صغير تم إبقاؤه مع الدجاج. ظن هذا النسر أنه دجاجة تعيسة لأنه مختلف، فتعرّض للاستهزاء والبيئة لم تلائمه.
ذات يوم، رأى نسر طائر في السماء هذا النسر الصغير بين الدجاج، فجاء لزيارته وسأله، ماذا تفعل هنا؟ أجابه النسر الصغير، إني دجاجة. قال له، كلا إنك نسر وقد خُلقتَ لتطير فوق الجبال العالية. أجاب النسر الصغير، كلا، فذلك سيخيفني جدًّا. فقال النسر، إن جناحيك الكبيرين سيحميانك، تعال معي وسوف أدرّبك على ما خُلقتَ من أجله وستجد سعادتك. وهذا ما حدث. عاد إلى حياته كنسر لتحقيق سعادته الكبيرة.
هل من الممكن أن تكون مصائب مجتمعنا نابعة من كوننا مكيفين على العيش بعكس ما خُلقنا من أجله دون أن ندرك ذلك؟ نحن نعلم أننا جميعًا بحاجة إلى أن نحب وأن نكون محبوبين. إذًا فقد خُلقنا لنصبح كائنات حب بكل ما لكلمة "حب" من معنى. لكن مجتمع اليوم كيّفنا لنصبح كائنات أنانية، راغبين في العيش لأنفسنا ولإمتاع حواسنا.
لقد خُلقنا لنعيش على مستوى قلبنا وروحنا في حين أن المجتمع يكيّفنا للعيش فقط على مستوى الحواس.
إذًا هناك أناس كثيرون يريدون أن يأخذوا ولا يوجد عدد كافٍ من الناس الذين يريدون أن يعطوا. كثيرون منا يطالبون بحقوقهم ولا يوجد عدد كاف منا يؤدي واجباته.
إننا نبحث عن السعادة خارجنا في حين أن السعادة في داخلنا.
إننا نبحث عن السعادة ونحن نطلب من الآخرين في حين أن السعادة هي بالإعطاء إلى الآخرين.
ولكن كيف يمكننا أن نساعد المجتمع على أن يصير أفضل، على أن يصير حبًّا؟
إن الإجابة هي أن أصير أنا شخصًا أفضل، أن أصير حبًّا.
آمل أن يكون هذا التأمل بالنسبة لكم خطوة أولى تقودكم على طريق الحب الحقيقي.
فالعصفور الذي خُلق ليطير يجد حريته وسعادته وهو يطير.
والسمكة التي خُلقَت لتسبح تجد حريتها وسعادتها وهي تسبح.
أما نحن فقد خُلقنا من أجل الحب، فإننا نجد حرّيّتنا وسعادتنا بتحوّلنا إلى كائنات حب.
لياندر لاشانس
مؤسس ورئيس شركة Entreprises Lachance Inc.
مطوّر عقاري ومقاول بناء المنازل.