رسالة من يسوع من أجل إتمام مشيئة الآب

رسالة من يسوع من أجل إتمام مشيئة الآب

مُستلهمة من رسائل يسوع في المجلدات من أجل سعادة خاصتي ومختاريّ. يسوع

إعداد غي فرومي دي روزني

 

 

يا صغيري العزيز،

يا صغيرتي العزيزة،


"تأمل في ما كان علي أن أعيشه عندما وجدت نفسي على طريق الجلجلة، فالأمر الأساسي كان أن أبقى معتمدًا على أبي لكي أنجز رسالتي كما هو أراد، ومعتمدًا على مشيئته لا على مشيئتي.

استمر في تكرار تلك الموافقة في ما تختبره الآن لكي تتحقق مشيئتي لا مشيئتك. إن ألمك ناتج عن أنك تحب أن تضع مخططاتك وتسهر على تحقيقها. اليوم عليك أن تقبل أن هذا هو مخططي أنا وأنني أسهر على تحقيقه. عندما تكون قد فهمتَ وقبلتَ أنه مخططي وأنني أسهر على تحقيقه، كل أعمالك ستكون مُرشدة." (المجلد الأول، رسالة ١٤)


"إن أبي، أباك، أبانا، يقول لك ما يلي: "لقد أراكم ابني يسوع الطريق بالبحث فقط عن مشيئتي. أريد إذًا أن أراك متحدًا معه مثلما هو مُتَّحِد معي؛ وهو حبي الذي يجري فيك. فكلما جرى حبّي فيك أكثر، أصبحت أفكارك أفكاري، أي أنها تصبح ملهَمة مني بالكامل. وبما أن أفكارك توجّه أعمالك ومشيئتك، إني أنا إذًا الذي أعمل فيك وبواسطتك ومن خلالك. بدوني، لا تستطيع شيئًا، لكن معي، يمكنك أن تنجز أمورًا كثيرة.

هل ترى مدى أهمية اتحاد قلبك مع قلب ابني، يسوع؟ إني أضغط قلبك على قلبي الذي هو في الوقت عينه مضغوط على قلب يسوع ومريم، معيدًا إعطائك بذلك دفقًا جديدًا من حبي." (المجلد الأول، رسالة ٢٣)


"منذ ألفي سنة، لقد علّمت رسلي ما يكرره المؤمنون لأبي: "لتكن مشيئتك، ليأتِ ملكوتك كما في السماء كذلك على الأرض." لقد أتت الساعة! طوبى لك لأنك تدخل الآن إلى هذه الأرض الجديدة. افهم أنه لا يمكن أن يبقى هناك أي شيء غير طاهر. فقد بدأ التطهير وسوف يتم: إما أن يحدث من خلال الحب الذي يمر عبر القلوب التي تعطي موافقتها بكلمة "نعم"؛ أو أن يحصل من خلال الآلام بجميع أشكالها." (المجلد الأول، رسالة ٣٧)


"عندما ستُقام مملكتي فيك، ستكون قد أصبحتَ الحب. أنت أحد مختاريّ لتكون من بين الأوائل الذين أريد أن أقيم ملكي فيهم. أريد أن تُقام مملكتي في كل من القلوب، وهكذا كل شخص سيكون قد أصبح الحب. سوف يملك الله على هذه الأرض. ستكون مشيئة الآب كما في السماء كذلك على الأرض." (المجلد الأول، رسالة ٤٦)


"إن قرار الآب حازم: يجب للحب أن يجري بحرية كما في السماء كذلك على الأرض. من أجل أن يتمكن الحب من أن يجري بحرية، لا يمكنه أن يتعايش مع الشر. يجب للشر إذًا أن يزول. وبما أن الشر قد استقر في قلب الرجال والنساء، إنها القلوب التي يجب أن تتطهّر.

يحترم الآب دائمًا الحرية الكبيرة التي أعطاها لأبنائه على الأرض. فلا يمكن الاعتداء على القلب، بل يمكن فقط إغراؤه. بدلًا من أن تنشغل بما سيفعله الآب أو ما لن يفعله،

- لماذا لا تنظر إلى نفسك أولًا، هل قد تخلّى قلبك كلّيًّا عن الشر؟

- هل تطهّر؟

- هل هو في علاقة مع إلهه؟

- هل يعطي موافقة بـ "نعم كاملة" في جميع الظروف؟

- هل تخلّى عن مشيئته لألا يتبع إلا مشيئة الآب؟

- هل أصبح الحب؟" (المجلد الأول، رسالة ٤٧)


"وجّه نظرك نحوي لتلاحظ أنني لم أتأثّر أبدًا بفكر العالم، إلا أنني بالنظر إلى سلوكه كنت أوجّه صلاتي نحو الآب حتى أنال النعم الضرورية لهذا العالم من أجل عودته إلى الآب. في الوقت المناسب، سوف تُعطى لك النعم الضرورية للقيام بالتصرف الصحيح في اللحظة الملائمة، حتى تُحقق مشيئة الآب بالكامل.

أنت تعرف مشيئة الآب، وهي أن يعيش أبناؤه على الأرض في حبه بالكامل. بتحوّلك إلى الحب، تحقق مشيئته. أنت تصبح نارًا من الحب الناري الذي يشعل النار في قلوب الذين يوكلهم الآب إليك. ابق صغيري، فبهذه الطريقة تكون لي أكثر نفعًا وتصير ثمينًا بالنسبة لي." (المجلد الأول، رسالة ٤٨)


"أريد أن أجعلك كاملًا وأن أعلّمك في أدق التفاصيل أن توجّه نظرك نحوي، وتنظر إليّ وأنا أعمل، وتشكرني. فمن خلال هذه التفاصيل يمكن لعلاقة حبنا أن تظهر. أريد أن أستغل هذه التفاصيل كي تشعر بحضرتي أكثر، وتتعلم أن تثق بي وأن تدعني أتصرف، وتتخلّى عن رغبتك أو مشيئتك لكي تتبع مشيئتي أنا.

وأنت، عندما تفكر في قضية ما، هل تفكر في أن تسألني عن رأيي أنا بقضيتك؟

وجّه نظرك نحوي، وعندئذٍ سوف تصبح الأحداث التي ستصادفها ذات معنًى آخر بالنسبة لك. بدلًا من أن تلهيك وتبعدك عني، سوف توحّدك أكثر معي. ستشعر بحبي أكثر وتصبح حبًّا بسرعة أكبر. لا تشعر بالذنب حول هذه العيوب الصغيرة، يحق لك أن تخطئ بما أنك في مدرستي أي مدرسة الحب. هذه المدرسة تفتح عينيك وقلبك كي تسمح لك برؤية التفاصيل الصغيرة التي تمنعك من أن تكون في علاقة حب معي باستمرار." (المجلد الأول، رسالة ٥٦)


"لكي يأتي ملكوت الآب ولكي تتم مشيئته على الأرض، يجب أن يكون هناك تحوّل في طريقة التفكير والتصرف في عالم الأعمال، كما في العائلات وفي الكنيسة. هناك حاجة ماسة إلى أن يكون هناك في جميع البيئات أناس متغيّرين وقادرين على القيام بعمل الرب.

هل تقبل أن تكون أحد المختارين لتعيش هذه الخبرات الجديدة وتصبح بذلك شاهدًا على عمل الآب في عالم الأعمال كما في الكنيسة الجديدة؟ أجبني.

لا تخف، أنا معك. فعندما يوكل الآب رسالة إلى شخصٍ ما، يمنحه كل النعم اللازمة. سوف تكتشف كم يصبح سهلًا العيش في عالم الأعمال بالأسلوب الجديد. يأتي خوفك من خبراتك السابقة ومما تعرفه عن العالم الحالي، لكن فرحك سيكون عظيمًا أمام الاكتشافات المستقبلية التي قد بدأتَ باختبارها بالفعل. لا تنس أن هذا عملي وليس عملَك. أما أنت، فما عليك إلا أن تبقى مصغيًا إليّ وأن تدع نفسك تُحَب." (المجلد الأول، رسالة ٦٢)


"فكيف يمكن لملكوت الله أن يتحقق على هذه الأرض إن لم يتم التعبير عن مشيئة الله من خلال كل واحد من أبنائه؟

بتحوّلك إلى الحب، أنت مختار لتكون من بين الأوائل الذين تدعون مشيئة الآب تعبر بحرية من خلالكم؛ وهذا ما يملؤكم سلامًا وفرحًا وسعادة ويقودكم نحو الفرح اليوبيلي." (المجلد الأول، رسالة ٦٣)


"يريد الآب أن يُبقيك عاملًا في هذه البيئة التي كانت بيئتك لسببين:

- أوّلًا، كي يجعلك تختبر بالكامل ما ينتجه عمله، حتى في هذه البيئة، عندما نسمح له بالتصرف بكل حرية ونثق به.

- ثانيًا، السماح للكثير من الموافقات بأن تُعطى من خلالك، في العلن كما في الخفاء، ولكن في الخفاء خاصةً، حتى يأتي ملكوته ولتكون مشيئته على الأرض وفي مجال الأعمال كما في المجالات الأخرى.

طوبى لك لأنك مختار ومُستخدَم من أجل هذه المهمة الجميلة. تقبّلها بالثقة والحب. إنك على حق في شعورك بالعجز، تقبّل عجزك لأنه ليس عملك، بل عمل الآب.

لا تخف، يا صغيري، فالسماوات مفتوحة ولديك كل المساعدة اللازمة. اثبت في حب الآب وتصرف بحسب إلهامك وإلهامه. ألق عليه همومك ما إن تشعر بها واسأله باستمرار ومهما كانت الظروف عما يرغب فيه وتقدم في الإيمان. إنه معك ومن حولك وفي داخلك.

إني أقف إلى جانبك مع أمي القديسة التي بسطت رداءها لتحميك. إن جيش من الملائكة يرافقك." (المجلد الأول، رسالة ٧٢)


"إن قدرتك تكمن فقط في الحرية الكبيرة التي أعطاك إياها الآب في أن تقول "نعم" أم "كلا". لتصير الحب، عليك أن تجيب بـ "نعم".

- الإجابة بـ "نعم" للحب هي الإجابة بـ "نعم" للآب على من أنت، وذلك بتقبّل نفسك كما هو خلقك.

- الإجابة بـ "نعم" للحب هي أيضًا الإجابة بـ "نعم" للآب على من هم الآخرين، وذلك بتقبّلهم كما خلقهم الله.

- الإجابة بـ "نعم" للحب هي أيضًا الإجابة بـ "نعم" للآب على الحالة التي أنت فيها الآن، إن كانت سعيدة أم تعيسة.

- الإجابة بـ "نعم" للحب هي أيضًا الإجابة بـ "نعم" للآب على الأحداث التي تصادفها، إن كانت سعيدة أم تعيسة.

- الإجابة بـ "نعم" للحب هي أيضًا الإجابة بـ "نعم" للآب على عجزك.

- الإجابة بـ "نعم" للحب هي أيضًا الإجابة بـ "نعم" للآب على أن تدع نفسك تتحوّل.

- الإجابة بـ "نعم" للحب هي أيضًا الإجابة بـ "نعم" للآب كي تدع نفسك تتجرّد من كل ما تراكم لديك من أثقال: ثقل الفكر وثقل المعرفة والتأثيرات والصورة والسمعة والممتلكات المادية وحتى الصداقات الجيدة.

- وأخيرًا، الإجابة بـ "نعم" للحب هي القبول أن أمرًا واحدًا هو مهم: وهو مشيئة الآب والإدراك أن كل الباقي هو دون أهمية، دون أهمية، دون أهمية.

وإذا كان ذلك يتطلب الكثير من الالتزام، يمكنك أن تجيب بـ "كلا"، فأنت حر بالكامل، لكن ما هو مهم هو أن تعرف الحقيقة جيدًا وأن يكون قلبك عالمًا بجميع الوقائع." (المجلد الأول، رسالة ٨٦)


"عندما تسلك هذا الطريق الصغير من داخلك، تجد هناك ملجأً مريحًا وجذابًا ودافئًا يحميك من رداءة الطقس في الخارج. في هذا الملجأ، إنك تشعر حقًّا بالراحة لدرجة أنك تود أن تبقى فيه بشكل دائم. فذلك ممكن لأنه موجود هناك فقط من أجلك ويمكنك دائمًا الوصول إليه، مهما كانت الساعة ليلًا أو نهارًا.

- كلما أقمت فيه أكثر، تغيّرتَ أكثر وأصبحتَ الحب بشكل أكبر.

- كلما أصبحت الحب، أصبحت متّحدًا أكثر معي.

- كلما أصبحت متّحدًا أكثر معي، أنجزتَ مشيئة الآب أكثر.

- كلما أنجزت مشيئة الآب أكثر، تصرّف هو في داخلك ومن حولك.

- كلما جعل من رغباتك عمله، أزال عنك همومك أكثر.

- كلما كنت شاهدًا على عمله، أصبحت كائن تسبيح... وأصبحت الحب بشكل أكبر.

إذًا ليس هناك إلا طريق واحد لك وللذي يريد أن يصير الحب: وهو الطريق الذي أعلّمك إياه من خلال هذه الكتابات، ولا يوجد طريق غيره. ابدأ بالنظر إلى الأحداث الخارجية وكأنها حالات تجبرك على اتخاذ طريق كيانك الداخليّ حتى تجد هناك السلام والفرح والحب. هنيئًا لك لأنك اكتشفت هذا الطريق. هنيئًا للذين يكتشفونه. بل أكثر من ذلك، هنيئًا للذين يسلكونه ويجعلون من كيانهم الداخلي مسكنهم الحقيقي." (المجلد الأول، رسالة ٩٣)


"يا صغيري، لقد قلتُ لك وأقول لك مرة أخرى أن الحب النابع من الآب تجاه أبنائه على الأرض هو بلا حدود. كما قلت لك أنه أعطى لكل واحد حرية كبيرة في الاختيار. فقد سمح للذين أصبحوا من شعب الله بواسطة المعمودية ويرغبون في إتمام مشيئته باستمرار بأن يصير جسدي ودمي غذاءً روحيًّا لهم. ولكي يسمح لكل واحد بأن يكون قلبه نقيًّا حتى ينال غذاء النفس، لقد سمح لي بأن أضع سر المصالحة الذي يأتي فيمحي كل الأخطاء للذي يندم عليها ويهدف بعزم ألا يكرّرها." (المجلد الأول، رسالة ١٠٩)


"أمر واحد هو مهم وهو علاقتنا بالحب: أنت فيّ وأنا فيك. هذه العلاقة تصبح ممكنةً بواسطة موافقاتك على تخصيص الوقت لها وجعلها أولوية في حياتك. وستتطور وفقًا لموافقاتك والتزامك في مشيئتي بكل طاعة. ليس ما تريده أنت، بل ما أريده أنا. (كما قلتُ للآب في بستان النزاع: "لا مشيئتي، بل مشيئتك").

لقد قلتُ لك أنك تستطيع دائمًا أن تلتقي بي على الطريقين، الأول هو الطريق الذي تعترف فيه بصغرك والثاني هو الطريق الذي تتقبل فيه حبي. والآن، أقول لك أنه يمكنك التأكد من أنك تسير دائمًا إلى جانبي بتخلّيك عن مشيئتك الخاصة لكي تفضل مشيئتي. في كل مرة تقبل فيها أن تأخذ مشيئتك مكانًا أصغر، تحتل مشيئتي مكانًا أكبر، وبهذا، شيئًا فشيئًا، تظهر مشيئتي من خلالك أكثر فأكثر. إذًا تكون مطمئنًّا أن حضرتي هي إلى جانبك أكثر فأكثر." (المجلد الأول، رسالة ١٢٤)


"بموافقتك أحرق قلبك بنار قلبي لكي تصير مشيئتك مشيئتي وعملك عملي." (المجلد الأول، رسالة ١٣٥)


"بإذن منك، وباعتبار الموافقات العديدة التي أعطيتني إياها وحاجتي إليك، إنك في فترة تدريب حتى قريبًا جدًّا، لا تعود أنت من تحيا في نفسك، بل حقًّا أنا الذي أحيا فيك. بواسطة ما تصيره وما تكتبه، سوف أحيا عبر العديد من الأشخاص الذين سيقرؤون وسيعطون موافقتهم بـ "نعم الكاملة" ودون شروط. أنت أول من ستعيش هذه الكنيسة الجديدة وهذا المجتمع وهذه الأرض الجديدة التي ستكون مُلهمة ومُرشدة وموجّهة مني بالكامل. يجب أن يكون كذلك حتى يأتي ملكوت أبي ولتكون مشيئته كما في السماء كذلك على الأرض." (المجلد الأول، رسالة ١٣٦)


"يا صغيري، نعم، أنا إلهك، وأهتم بأدق التفاصيل حتى ولو كانت بدون أهمية، وذلك لأنني أحبك،

- لأنني أريد وحدة كاملة مع قلبك،

- لأنك أعطيتني موافقتك بكلمة "نعم" وتعيد إعطائي إياها باستمرار، ليس فقط بالكلام، بل أيضًا برغبتك في أن تتمم مشيئة أبي، وكذلك بطاعتك في إنجاز ما هو مطلوب منك: إن كان بطريقة مباشرةً أو من خلال الآخرين أو عن طريق الأحداث التي تصادفها.

أريدك أن تناديني باستمرار ومن أجل أدق التفاصيل. فعندما تعترف بعجزك وأخطائك وضعفك وصغرك يمكنني أن أجعل قدرتي الكلية تنفجر." (المجلد الأول، رسالة ١٣٩)


"يا صغيري، إن قلبي يتألم لرؤية صغاري الذين أحبهم يتألمون. إذا اعترفوا بعجزهم وتقبّلوا حبي بإعطاء موافقتهم بـ "نعم" كاملة وغير مشروطة لمشيئتي ومشيئة أبي التي هي نفسها، في البداية، سيلاحظون تحوّلًا في قلبهم وفي كل كيانهم؛ وبالتالي، سيكونون شهودًا على عملي من حولهم. طوبى لكل الذين من حولك، لأن حبي سيحوّلهم من خلالك. تقبّل مشيئتي ولا تحاول أن تفهم؛ إنه عملي وليس عملك. اعترف بعجزك ودع نفسك تُحَب بإعطاء موافقاتك بكلمة "نعم". تقبّل دفق الحب هذا الذي أسكبه في قلبك الآن." (المجلد الأول، رسالة ١٤٠)


"الأمر الأساسي هو الحب الذي يتم التعبير عنه من خلال تقبل الآخر كما هو، دون الرغبة في تغييره، واحترام الآخر في حريته كابن لله. فعليك أن تشكك في نفسك ما إن تدرك أنه ليس حب الله الذي يسكن أفكارك أو انفعالاتك أو كلامك أو أفعالك. إني أسكب فيك دفق نعم وحب حتى تشعر في قلبك بأنك محبوب مني بعمق وتكتشف أنك بحسب مشيئتي تعيش هذه الحالة لكي تقودك بعمق أكثر إلى الحب.

مرة أخرى، إني بحاجة إلى إجابتك بـ "نعم" لمشيئتي و "كلا" لمشيئتك. اعترف بصغرك وعجزك حتى أجعل قدرتي الكلية تنفجر، ليس فقط بنار الحب التي أريد أن أشعلها فيك، بل أيضًا بالنيران التي أريد أن أشعلها من خلالك في العديد من القلوب. إن طريقة الآب في التصرف هي دائمًا نفسها. يبدأ بإشعال النار جيدًا في قلبك قبل أن يستخدمه لإشعال النار في قلب الآخرين. وهو يفعل الأمر ذاته في هذه الجماعات الصغيرة. فعندما ستشتعل نار الحب فيك، سوف تشتعل عند أخرين كثيرين." (المجلد الأول، رسالة ١٤٢)


"يا صغيري، لقد سمعتُ صلاتك، وأُهيّئ قلبك لما سيكون عليك اختبارُه في الأيام القادمة. أنت مختار مني. أحب وداعتك ورغبتك الكبيرة في ألا تعمل إلا مشيئتي. مرة أخرى، أغطيك بمسحة مميزة سوف تسمح لك بأن تدرك أكثر فأكثر ما يأتي مني وأن تكون قادرًا على رفض كل ما تصادفه ويعرّضك للتعثر والابتعاد عني أو يمنعك من أن تصير الرسول الذي أريدك أن تكونه.

الآن، إن قلبك يتلقى نعمًا وحبًّا على قدر ما يمكنه أن يحتوي. في حضرتي، بالصلاة وبممارسة الأسرار المقدسة، خاصة سر المصالحة وسر الافخارستيا، يتّسع قلبك ويصبح قادرًا على تلقي المزيد. وهكذا يتحقق القول: "كلما اقتنيتَ أكثر، تلقيتَ أكثر". وكذلك بالنسبة لكل مرة تقول فيها: "لأن الحب يحبني، فأنا أصبح الحب"." (المجلد الأول، رسالة ١٤٤)


"فكما أنه ما من شجرة جيدة تحمل ثمرًا رديئًا، وما من شجرة رديئة تحمل ثمرًا جيدًا، يجب أن يصير كل كيانك أبيضًا كالثلج، أي نقيًّا بالكامل، تسكنه رغبة واحدة: وهي أن يتمم مشيئة أبي، أبيك.

لذلك، يجب أن يكون لديك دائمًا فكر واحد: "الحب"، ذاك الفكر الذي تناله من الآب والذي تعطيه للآخرين في الخفاء كما في العلن، عالمًا أن كل شيء يأتي منه وكل شيء يعود إليه. إذًا لن يعود لديك مكان لأفكار أو أفعال أو أقوال معاكسة للحب؛ كالتباهي والكبرياء والانتقاد والتحقير والدينونة والكذب، إلخ. لن تكون قادرًا حتى أن تغذي أي فكر سلبي تجاه أي شخص.

- ستصبح أفكارك: شفقة وتفهّم ومغفرة ورحمة وتقبّل وحب.

- ستصير رغباتك: أن تكون في المكان الذي يريدك الآب أن تكون فيه، أن تنجز ما يريدك أن تنجزه، أن تعين البائسين، أن تعزي الذين يتألمون، أن تقود نفوسًا إلى الله ليلًا ونهارًا، في الخفاء كما في العلن.

فأنت تعرف الطريق من أجل قيادة نفسًا إلى الله، وهو طريق التقبل والمغفرة والرحمة والحب. إنه الطريق الذي يجب أن تسلكه، أولًا لنفسك بالنظر إلى ذاتك حتى تستطيع استخدامه وأنت تنظر إلى الآخرين. قدم إلى الآب العوائق التي تواجهها على هذا الطريق حتى تستطيع سلوكه بحرية. إن الآب سيزيل العوائق وسيجعل هذا الطريق سهلًا وممتعًا جدًّا." (المجلد الأول، رسالة ١٥٣)


"وأنت، لكي تجعل نفسك محبوبًا في عيني، تود أن يكون سلوكك مثالي، السلوك الذي بالنسبة لك يناسب رجل إيمان. لو كنتَ تعلم كم أحبك مع شقائك وضعفك وحدودك، لقبلتَ هذه المشاعر لكونها ما يريده الآب منك في هذه اللحظة. فما عليك إلا أن تتقبّلها على أنها ما هو الأفضل لك في هذا الوقت، وأن تقدمها إلى الآب وتعطي موافقاتك باستمرار.

تذكر أن تحويلَ كيانك هو عملُه وليس عملَك. إنه يعلم ما يجب أن تعيشه في هذا الوقت. إذا أردتَ أن تكون كاملًا، عليك أولًا أن توحد مشيئتك مع مشيئة الآب في ما يريدك أن تكونه اليوم. وغدًا، سيكون الأمر مختلفًا، ولكن سيكون عليك أيضًا أن توحّد مشيئتك مع ما يريدك أن تكونه في كيانك وكذلك ما يريدك أن تعيشه عبر الأشخاص من حولك ومن خلال الأحداث. إن النعمة دائمًا هنا كي تأتي لمساعدتك في ضعفك وتجعل منك الحب." (المجلد الأول، رسالة ١٦٣)


"أريد أن أعلمك ما هي الحرية الحقيقية. لكي تفهم هذا التعليم جيدًا، عليك أن تعود إلى جذورك العميقة لحظة خلقك. فقد خرجتَ من قلب الآب بصرخة حب، وشعرتَ بحب الآب تجاهك. إنه هذا الحب الذي تبحث عنه لأنك تعلم في أعماق ذاتك أنه هو هذا الحب الذي يعطيك الحرية الكاملة التي تتوق إليها منذ ذلك الوقت.

هذه الحرية الحقيقية لا تكمن في أن تفعل ما تشاء، متى تشاء وكما تشاء، بل أن تعلم أنك تفعل مشيئة أبيك، أي ما خُلقت من أجله.

انظر إلى ما يحدث في الخليقة:

- العصفور الذي تم خلقه ليطير يجد حريته وهو يطير؛

- السمكة التي خُلقت لتسبح تجد حريتها وهي تسبح؛

- أما أنت، فقط خُلقت كي تُحب. إنك بالحب إذًا تجد الحرية، ولكن ليس أي نوع حب. ليس هناك إلا حب واحد يعطيك هذه الحرية، وهو الحب الذي يأتي من الآب. فكيف قد تستطيع إعطاءه إن لم تناله أولًا؟ ولتناله، عليك تقبّله، كما عليك أن تقبل أنك محبوب بعمق منه.

إن طريق الحرية هو الحبُ. وطريق الحب هو تقبلُ الحب من نبعه الفعلي. وبهذا، أنت تصير الحب شيئًا فشيئًا." (المجلد الأول، رسالة ١٨١)


"يا صغيري، عندما تسأل "ماذا علينا أن نكون"، إنك تسأل السؤال الصحيح. 

فليس الأمر أن تعرف بماذا يجب أن تفكر أو كيف يجب أن تتصرف أو ماذا يجب أن تقول، بل فعلًا ماذا يجب أن تكون. فبكونك حبًّا بالكامل، وتقبّلًا بالكامل للموقف الذي تصادفه، وموافقة كاملة لمشيئة الآب، ستستطيع أن تفكّر كما يريدك الآب أن تفكر، وأن تتكلم وتتصرّف بحسب إلهامه. بتحوّلك إلى كائن حب، يمكنك أن تتقبّل الألم لتقدمه إلى الآب حتى يحوله هو بالكامل ليصير الحب. إذًا، دع نفسك تُحَب. فالحب يجعل الألم يذوب مثلما الشمس تجعل الثلج يذوب. لدى الآب حب ليعطيه أكثر مما هناك ألم في العالم." (المجلد الأول، رسالة ١٩٧)


"ما تظن أنك تملكه، إن كان هبات أو مواهب أو ممتلكات مادية ومال، فإنك ما كنتَ ستتمكن من الحصول على أي شيء منها باستحقاقاتك، فكل شيء قد أُعطي لك مجانًا. مجانًا، وكذلك بالنسبة للعائلة التي نشأتَ فيها والتي تعتقد أنها ملكك الآن. لا شيء، لا شيء، لا شيء ملكك، فكل شيء قد أوكل إليك.

لقد حان الوقت الذي فيه عليك أن تسلم لي كل شيء وتتخلى عن كل شيء، لألا يكون لديك إلا رغبة واحدة: أن تتصرف بحسب مشيئتي وتستجيب للدعوة التي وجهتها إليك والتي عرَفتَها في قلبك، وهي أن تكون في خدمتي بالكامل، خاصة في الخفاء، ولكن أيضًا في العلن.

أنت ثمين بالنسبة لي وإني بحاجة إليك حتى أستطيع أن أستخدمك بحسب مخططي. لديك الكثير من الموافقات لتعطيني إياها:

- "نعم" لكي يكون لي المركز الأول على مستوى أفكارك؛

- "نعم" لكي يكون لي المركز الأول في قلبك؛

- "نعم" لكي يكون لي المركز الأول على مستوى انشغالاتك أو هواياتك.

- أريد موافقة بـ "نعم" كاملة وغير مشروطة على أن أكون الأول في كل مكان وفي كل شيء في حياتك. إن كنتُ ملحًّا ومزعجًا، فذلك لأنني أحبك وأريدك كلّك لي." (المجلد الأول، رسالة ٢٠٤)


"لقد حان وقت ملكوتي؛ والآن يبدأ الوقت الذي فيه ستكون مشيئتي كما في السماء كذلك على الأرض. إن مشيئتي هي أن يجري الحب بحرية في القلوب. بموافقاتك العديدة، لقد بدأ بالفعل تدفق الحب في داخلك، وإنك تصير الحب." (المجلد الأول، رسالة ٢٠٦)


"بكونك أعطيت إجابات عديدة بـ "نعم" على أن تتبع مشيئة الآب، وإجابات عديدة بـ "كلا" على أن تدع نفسك تتأثر بأفكار العالم وعلى طاعة مشيئتك الخاصة، وبكونك باقيًا باستمرار في هذا الاستعداد، ومخصّصًا في كل يوم وقتًا للدخول في علاقة حميمة معي في عمق كيانك، ومجيبًا على ما قد تم تعليمك إياه في ٦ كانون الثاني ١٩٩٧...، ليس لديك ما تخشاه عند القيام بهذه الخطوة، عالمًا أنني دائمًا معك، وأنني أرشدك وألهمك وأقودك." (المجلد الأول، رسالة ٢٢٢)


"من المؤكد أنه سيكون عليك أن تتألم لأن قبولك أن تصير مسيحًا آخر يعني أيضًا قبولك أن تتألم. لديك دائمًا الحرية في أن تنسحب أو تختبئ، لكني أنا أعبّر لك عن مشيئتي بوضوح. إن النعم التي أسكبها فيك والسلام الذي أضعه في قلبك والحب الذي تشعر به في حضرتي أهم بكثير، بكثير، بكثير، من الآلام التي سيكون عليك أن تحتملها بسببي. لذلك، ادخل في وحدة قلب وروح مع رسلي الأولين ومع قديسي وقديسات الفردوس ومع الذين هم الآن على الأرض. سبّح الآب معهم جميعًا على كونك مختارًا لأن تتألم معي وبسببي. إنه هذا الألم الذي يطهّرك ويجعلك شريكًا معي في الفداء في نفس الوقت الذي يسمح لك فيه بالدخول كلّيًّا في مخطط الحب الذي قد اختاره الآب لك من أجل أن تصبح الحب." (المجلد الأول، رسالة ٢٣٠)


"إن المكان الذي أحتله الآن فيك، أريد أن أحتلّه في كل أبنائي على الأرض وبشكل أكبر. ما أريده هو أيضًا مشيئة أبي، بمعنى أن مشيئتي هي نفس مشيئة أبي. وسوف تتحقق هذه المشيئة قريبًا جدًّا، ومن الضروري أن تُعرَف هذه المشيئة حتى تسمح للذين يرغبون فيها أن يعطوا موافقاتهم.

أنت أحد الذين اخترتهم من أجل إعلانها. وحتى الآن، لا يستجيب الجميع للنداء. إن الذين يستجيبون له لن يظلوا بدون مكافأة. ولكن قبل المكافأة، هناك الألم. تمامًا كما أنه قبل قيامتي من بين الأموات، كان عليّ أن أمر بالصليب. لا تنس أن التلميذ ليس أعظم من معلّمه، عليه أن يقبل في عمق كيانه أن يتبع الطريق نفسه حتى تتحقق مشيئة الآب بالكامل من أجل المكافأة الأبدية.

لا تخف، سأكون دائمًا معك لمساندتك وحمايتك. معًا، إننا ندخل في مرحلة جديدة ستقودك بعمق أكثر إلى الحب. إني أعلم أنك صغير جدًّا وضعيف جدًّا ورقيق جدًّا، ولهذا السبب أبقى دائمًا إلى جانبك وأنا أمسك بيدك حتى أمنعك من التعثر، فأسمح لك عندئذٍ بأن تستمر في التقدم على الطريق الذي رسمه لك الآب والذي يقودك نحو الحب بملء. يمكن مقارنة الصليب والألم اللذين سيكون عليك أن تحتملهما بحصى صغيرة على الطريق مقابل عظمة الحب الذي ينتظرك، الذي ينتظركم." (المجلد الأول، رسالة ٢٣٤)


"طوبى لك لأنك تعيش في عصر قريب جدًّا من ملء الحب الذي يمكنك أن تستقي منه في الحال، فتصير عندئذٍ كائنًا ممتلئًا من الحب وفي خدمة الآب، متممًا مشيئته بالكامل. لأن الحب يحبك، فأنت تصبح الحب." (المجلد الأول، رسالة ٢٣٦)


"ما سيجلب لك نعمًا وأنوارًا وحكمةً لكي تستمر في طريقك نحو التطهير الكامل لقلبك هو اختيارك الذي تمارسه بحرية وموافقتك دون شروط على مشيئة الآب، مساهمًا بذلك في تطهير الأرض حتى تصير أرض حب بواسطة كنيسة حب ومن خلال أبناء لله ممتلئين من الحب.

هذا ما سينتجه اختيار جيد تم تولّيه وممارسته بشكل جيد. طوبى لك لأنك مختار من أجل رسالة بهذا الجمال وهذه العظمة!" (المجلد الأول، رسالة ٢٣٩)


"يا صغيري، يا له من فرح لقلبي أن أراك صغيرًا جدًّا وحريصًا على أن تتوقع كل شيء مني، حتى عندما يجب عليّ أن أمر من خلال الآخرين! إن كثيرين من مختاريّ هم مستعدون على تقبّل مشيئتي ما دمتُ أمر من خلالهم، لكنهم ينغلقون عندما أمر من خلال الآخرين أو من خلال الأحداث." (المجلد الثاني، رسالة ٢)


"لا تخف، استمر في التقدم في الإيمان. ستعرف أنك على الطريق السليم من خلال سلامي فيك. وبهذا السلام أيضًا ستستطيع أن تستمر في التقدم وفي اتخاذ قرارات مطابقة مع مشيئة أبي.

أنت مختار مني من أجل رسالة جميلة جدًّا وكبيرة جدًّا، وإن طاعتك للروح القدس هي التي تحدد درجة منفعتك. دع الحب يحوّلك." (المجلد الثاني، رسالة ٢)


"إن مهمّتك هي أولًا في الخفاء، في وحدة مع القديسين والقديسات والملائكة القديسين، ومع الذين يرسلهم الآب إليك متى يشاء وفي الوقت المناسب من أجل العمل أو التدخّل الذي يكون هو قد اختاره. هو وحده السيد على متن السفينة. وبهذا تكون مشيئته ويأتي ملكوته كما في السماء كذلك على الأرض ويتقدس اسمه.

بعد أن تتم هذه المهمة في الخفاء، تلك المهمة الكبيرة، المهمة الحقيقية، يوكل الآب في العلن مهمّات صغيرة يحققها الشخص مُرشَدًا بالكامل من الروح القدس، دون أن يعرف حقًّا ما الذي يحققه ودون أن يكون لديه خطة ودون أن يظهر أي جهد بشري فعلي، كما هو الحال الآن عندما يتم استخدامك من أجل القراءة. في وقت آخر، قد يكون ذلك من أجل التكلّم، أو القيام بمبادرة ملموسة تجاه شخص أو مجموعة أشخاص، ولكن دائمًا في الحب وفي أكمل طاعة للروح القدس، بعد لحظات طويلة من الصلاة والسجود والحميمية معي والحضور بانتظام في الأسرار المقدسة، خاصة سر المصالحة والافخارستيا.

في هذا العالم الجديد، هناك مهمّات للجميع، وكل واحدة منها جيدة مثل الأخرى. ولكن، لا أحد مُجبَر على المشاركة، فالانضمام يبقى حر بالكامل؛ إنه طوعي، ولكن قاطع. لتكن الـ "نعم" "نعم"، ولتكن الـ "لا" "لا"، ولتكن القرارات والتصرّفات مطابقة مع هذه الـ "نعم" وهذه الـ "لا"! ليكن الاختيار على أساس هذه الـ "نعم"، لا على أساس أفكار العالم أو عاداتك أو تعلّقاتك بالأمور الدنيوية!" (المجلد الثاني، رسالة ٦)


"طوبى لك لأنك مسبقًا في هذه العائلة الكبيرة والجميلة جدًّا، عائلة السماوات، في حين أنك لا تزال على هذه الأرض. بهذه الطريقة تتحقق مشيئة الآب كما في السماء كذلك على الأرض. فهذا التعليم الذي هو على مستوى القلب وفي الإيمان النقي، يساعد قدراتك على فهم أهمية هذه اللحظات الحميمة الطويلة مع الحب وكذلك على فهم معنى تعبير الطريق المختصر الصغير: "لأن الحب يحبك، فأنت تصبح الحب". هذا هو ما ينتجه الحب عندما يتم تقبّله ويتم إعطاؤه حرية التصرف. أنت في عائلتنا، إنها عائلتك." (المجلد الثاني، رسالة ١٢)


"لقد أعطيتَ موافقاتك على أن تدع الآب يرشدك، والآن عليك أن تعطي موافقاتك على عيش مشاعر عدم الأمان هذه التي هي ضرورية لك حتى لا تضع أي عائق أمام مشيئته. في نفس الوقت الذي تتقبل فيه مشاعر عدم الأمان، تقبّل حبه، لأن الحب الذي يجتاحك في هذا الوقت هو أقوى من مشاعر عدم الأمان هذه، وهو الذي يطردها. وفي نفس الوقت الذي يطردها فيه، يجعلك تقوم بخطوة إضافية في هذا العبور الكبير الذي يقودك نحو الحب." (المجلد الثاني، رسالة ١٣)


"لإتمام مشيئة الآب، ليس عليك أن ترتكز على ما ينجزه الآب من خلال هذا أو ذاك (حتى وإن كنتَ تجد ذلك جميلًا جدًّا)، لكي تعرف ما يريد إنجازه فيك ومن خلالك. على الرغم من وجود تشابه بين بعض النباتات أو الأشجار أو الحيوانات، كلها مختلفة، إذًا فريدة من نوعها. وبما أنها خُلقَت "مميّزة"، من الطبيعي أن يكون التحول إلى كائنات حب مميزًا مثل المهمة التي يحفظها الآب لكل واحد. ما هو مهم هو أن تعطيه موافقاتك حتى يجري فيك التحول الذي يُحدثُه لك وحدك بطريقة خاصة بك لكي تنجز وحدك مهمتك الخاصة بك، وكذلك إن مهمة الآخر لا يمكن أن يتم تحقيقها إلا من خلال الآخر. وبهذه الطريقة سيصبحون جميعًا كائنات حب، بكونهم كلهم مختلفين وبمهام مختلفة. إن الحب الذي يسكبه فيك الآب في هذا الوقت هو مميز كما أنت مميز." (المجلد الثاني، رسالة ٣٠)


"إنه تمرين عليك أن تكرره وتكرره وتكرره مرارًا وتكرارًا، إلى أن يأتي اليوم الذي فيه ستشعر بأنك دائمًا على مستوى قلبك وفي أعماق كيانك وفي علاقة حميمة وثيقة معي. ففي هذه العلاقة الحميمة الكبيرة معي، يستطيع الآب أن يستخدمك حيث يشاء ومن أجل نوع الرسالة التي يريدها ومع الشخص الذي يريده. إنها إذًا مشيئته التي تظهر بحرية من خلالك دون أي جهد فعلي من جهتك.

ما عليك إلا أن تكون شاهدًا على عمل الله في داخلك ومن حولك ومن خلالك." (المجلد الثاني، رسالة ٣٨)


"يا صغيري، اسألني كل شيء وكن دائمًا مستعدًّا لتقبّل الجواب، وستكون دائمًا مُرشَدًا. إنها دائمًا مشيئة أبي التي ستتم من خلال كل ما ستنجزُه وستقولُه. ابقَ في حالة إصغاء حتى تتمكن من سماع الجواب وإدراكه عندما سيُعطى لك. أنا من أتصرّف في القلوب حتى يتحقق مشروعي بحسب مخططي بالكامل، مُستخدمًا مَن أشاء وفي الوقت المناسب ومن أجل العمل المطلوب. ابق في سلام عظيم لأن هذا ليس عملك. استمر في تقبل حبي باعترافك بصغرك؛ فهنا تكون أكثر إرضاءً لي، لأن لدي الكثير، الكثير من الحب لأعطيك إياه حتى تصير كائنًا فائضًا ومشعًّا من حبي." (المجلد الثاني، رسالة ٤١)

"يا صغيري، إن مشيئة أبي هي أن ينتشر حبه في جميع أنحاء الأرض. وإنك أحد مختاريه من أجل نشر حبه. لقد قلتُ لك ألا تركز على وسيلة أم أخرى من الوسائل التي يستخدمها الآب من خلالك. من المهم أن تبقى متوفّرًا. عليك أن تستمر في التقدم ببساطة دون أن تعرف إلى أين يقودك ذلك، ولكن ببقائك مستعدًّا بالكامل لمشيئته." (المجلد الثاني، رسالة ٤٢)


"إن الحياة هي هبة من الله، وكذلك الألم. الحياة: لتتعلّم أن تعرف وتخدم وتحب الله؛ والألم: حتى تتوافق الحياة مع مشيئة الله. أن تكون متوافقًا مع مشيئة الله هو أن تكون قادرًا على تقبّل الأشخاص والأحداث حتى تقدمهم إلى الآب من أجل نيل تطهير تام والدخول أخيرًا إلى ملء الحب." (المجلد الثاني، رسالة ٤٥)


"ليس لديك ما تخشاه. لقد خططتُ كل شيء من أجل الرسالة الجميلة والكبيرة التي أوكلت إليك، تلك الرسالة التي قد بدأت مسبقًا والتي تنفذها على أكمل وجه في الخفاء. لو كنت تعلم ما يحققه الآب من خلالك في الخفاء نتيجة موافقاتك الكاملة بـ "نعم" لمشيئته، وإجاباتك بـ "كلا" لأفكار العالم... لن تكفيك الأبدية لتشكره وتسبحه.

أما بالنسبة لرسالتك في العلن، فستُكشَف لك في الوقت المناسب. ما أطلبه منك هو أن تظلّ متقبّلًا جدًّا لما أودعه في قلبك أو لما أستطيع أن أطلبه منك من خلال الآخرين أو من خلال الأحداث. لا تتوقف وأنت تقول في نفسك: نلتُ هذا الإلهام واتخذتُ هذا القرار وهذا هو المكان الذي يريدني فيه الرب. تذكر موافقة إبراهيم على ذبح ابنه اسحق بناءً على طلب الآب. ما أراده كان موافقته بـ "نعم" وليس الذبح.

بالنسبة لما سيُطلَب منك، لا تقل في نفسك أنك لست قادرًا، لأننا معًا سوف نحقق رسالتك في العلن. أنا معك وأنت معي. استمر في عيش الوقت الحاضر بالكامل وأنت تتقبل حبي أكثر فأكثر، فهذا ما يهيّئك من أجل رسالتك الجميلة والكبيرة." (المجلد الثاني، رسالة ٥٠)


"عندما تقبل أن هذا هو الحال لك ولكل ما يدور حولك، تدخل في مخطط الآب للحب وتصبح مطهّرًا بالكامل. إنك إذًا أداة بين يدي الآب حتى يتطهر الذين يطعّمون على قلبك، سواء بالدم أو بالتبني أو بمشيئة الآب في أن يوحّد بالقلب." (المجلد الثاني، رسالة ٥١)


"ما تعرفه هو قليل جدًّا مقارنةً مع الحقيقة، وإن ذلك قد بدأ للتو. كلما كان هناك قلوب متغيّرة تصلي وتسبح الرب وتعطي موافقاتها باستمرار للمشيئة الإلهية، تحوّلت قلوب أكثر." (المجلد الثاني، رسالة ٥٤)


"إن الوقت ينفد! أعطِ موافقتك بـ "نعم" على الفور. فالآب بحاجة ماسة إليك لينشر حبه على الأرض من أجل أن يأتي ملكوتُه ولتكون مشيئتُه." (المجلد الثاني، رسالة ٧٤)


"بغض النظر عن الماضي، عندما يُعطى أمر إلى رحمة الآب، يُمحى. إن المستقبل هو بين يدي الله. فما هو مهم بالنسبة لك هو الوقت الحاضر. بقبولك أن تكون وأن تبقى في خدمة قريبك مهما كان وضعه وحالته، وأن تؤَمّن له كل العناية المطلوبة وأن تفعل هذا بحب، إنك تتمم مشيئة الآب. لذلك أنت الآن في أهم فترة من حياتك. سيتحول ألمك إلى فرح. سيتحوّل أسرك إلى حرية داخلية كبيرة. سيتحول عناؤك إلى نمو لكيانك." (المجلد الثاني، رسالة ٩٥)


"أي قرار عليك اتخاذه يجب أن يحترم ترتيب القيم كما حددها الخالق والتي يمكن وضعها في سلّم صغير يسهل تذكره.

الله

الإنسان

الممتلكات المادية

المال

فالمال بحد ذاته ليس له أي قيمة، بل هو ببساطة اختراع من اختراعات الإنسان من أجل السماح بتبادل الممتلكات المادية. والممتلكات المادية هي في خدمة الإنسان لتوفر له الطعام والملبس والمسكن وإلخ. إن الإنسان هو كائن خلقه الله ليعرفه ويحبه ويخدمه. لو كان نظام الخليقة مُحتَرَمًا، لما كان أي قرار معاكسًا لمشيئة الله." (المجلد الثاني، رسالة ١٠٧)


"لقد أعطيتَ موافقتك لمشيئة أبي، أبيك، أبينا، حتى تكون في خدمته حيثما يشاء وأينما يشاء ومع من يشاء. بعد أن سألتَه عما يريده لك، سمعتَ الإجابة. والآن تدرك أن هناك مخاطر. نعم، هناك مخاطر، هناك دائمًا مخاطر في القيام بمشيئة أبينا... انظر إلى المخاطر التي كان عليّ أن أواجهها من أجل إتمام مشيئته. هنا تتم ممارسة اختيارك الحر: فإما أن تختار الأمان الذي يستطيع العالم أن يمنحك إياه، أو أمان حضوري فيك ومعك. يعود الأمر لك بالنسبة لإعطاء الإجابة. وأنا لن أنتزع حبي منك أبدًا. إن قلبي يلتهب حبًّا بك. اقترب مني أكثر. إني بحاجة إليك. أريد أن أملأك وأن أعطيك الأمان الذي تبحث عنه." (المجلد الثالث، رسالة ٧)


"هل تقبل أن تعطيني موافقتك الكلية واللا مشروطة؟ هل تقبل أن تتخلّى عن بحبوحتك وراحتك لإتمام مشيئتي؟ إني بحاجة إليك؛ أنت عزيز جدًّا عليّ. أريد أن أهب ذاتي لك، ولكن قبل ذلك، عليك أن تهب ذاتك لي بالكامل وأنت تعيد إعطائي المكانة الأولى في حياتك. سوف ترى هذا العهد الجديد يتحقق على ثلاث مراحل:

- الأولى ستكون تجرّدك لكي تكون لي بالكامل؛

- الثانية ستكون مرحلة العلاقة الحميمة الكبيرة التي ستجمعنا؛

- والثالثة ستكون مرحلة ملء الحب." (المجلد الثالث، رسالة ١١)


"يا صغيري، إن التحول الكبير الذي بدأ فيك يجب أن يقودك نحو ملء الحب. لكي تكون على هذا الطريق وتبقى عليه، عليك أن تعرف وتكون قد فهمتَ جيدًا هذه النقاط التالية التي ستكون علامات من أجل أن تعرف إن كنتَ على المسار الصحيح. إن هذه العلامات هي هنا من أجل أن ترشدك في كل مجالات حياتك، سواء كانت جسدية أو عائلية أو اجتماعية أو فكرية أو على مستوى العمل أو التجارة وحتى الترفيه والراحة.

- إن التحول الأول يحدث على مستوى الإرادة. هل ترغب في إتمام مشيئة الآب متخلّيًا عن مشيئتك، أم ترغب في رؤية مشيئتك تتحقق؟

- الثاني هو على مستوى الثقة. بمن تثق؟ به أو بنفسك أو بشخص آخر؟ بأفكاره أو بأفكارك؟ بطريقتك في العمل أو بطريقته؟

- الثالث هو على مستوى الطلب. هل تقبل أن تطلب منه كل شيء قبل أن تقرر أو تتصرف؟

- الرابع هو على مستوى التقبّل. هل قلبك مستعد لتقبّل الإجابة، سواء بشكل مباشر أم من خلال الآخرين أو الأحداث؟ أن تكون هذه الإجابة ما ترغب فيه أم عكس ذلك؟ أن تكون الأحداث سعيدة أم تعيسة؟ أن يكون الناس لطفاء أم غير لطفاء؟

- الخامس هو بشأن بالامتنان. هل امتنانك هو تجاه الله أولًا أم تجاه نفسك أم تجاه شخص آخر؟ (المجلد الثالث، رسالة ١٩)


"يا ابن الآب الحبيب، يا من تم اختيارك قبل أن يُحبل بك لتعيش ما ستبدأ بعيشه اليوم بالذات، عليك أن تعطي وتعيد إعطاء موافقتك الكلية واللا مشروطة لمشيئة الآب لكي يتحقق مخططه فيك. عليك أن تسلم إليه ماضيك، وكذلك ما هو جيد أو سيء، ما هو جميل أو قبيح. بإعطاء هذا الماضي إلى رحمة الآب، لا يعود ألمًا لك. ولا يعود ثقلًا عليك، لأنك لم تعد تحمله. إن الآب يضعه تحت قدميك كالحجارة ليرفعك صوبه. كلما كانت الحجارة كبيرة وثقيلة، كنتَ على أرض صلبة أكثر وكنتَ أقرب إلى قلبه واستطعتَ الدخول إلى ملء الحب، وهذا ما كنتَ تطمح إليه منذ نعومة أظفارك." (المجلد الثالث، رسالة ٢٣)


"ما هو مهم بالنسبة لك ليس عدد الدولارات المعنية ولا التأكّد من أن المحتال سيُعاقَب بشكل كافٍ، بل إتمام مشيئة الآب والبقاء في سلام طوال هذه المسيرة. لن يأتي هذا السلام من النتيجة النهائية، بل من إدراكك أنك تتمم مشيئة أبي. ما يضعك على طريق مشيئته هو

- أولًا صلاتك الطلبيّة؛

- وثانيًا وداعتك وانفتاحك لتقبّل الإجابة.

إنك تنال هذه الوداعة وهذا الانفتاح عندما تنزل إلى أعماق تواضعك ولا تكون متأثّرًا برغبتك في أن تكون على حق وأن تنتصر.

كن متيقّظًا على ما يحدث وعلى ملاحظات الناس من حولك عند تنسيق أعمالك وستكون شاهدًا مرة إضافية على عملي. يمكنك منذ الآن أن تمجد الآب وتنتفع من هذا السلام الذي ينتابك في هذا الوقت بالذات." (المجلد الثالث، رسالة ٣١)


"يا صغيري، ليس عليك بعد اليوم أن تنشغل بأفكار العالم، ولا بالقيم التي يدعو إليها هذا العالم. يجب أن يكون هدفك الوحيد أن تتمم مشيئة الآب. غالبًا ما تتساءل لتعرف كيفية إتمام مشيئته وكيفية معرفتها. فليس هناك إلا إجابة واحدة على هذا السؤال: أن تصير حميمًا معه. فأنت تصبح حميمًا عندما تمضي الوقت، الكثير من الوقت، في حميمية معه.

إن موافقاتك غير المشروطة تجعل الحواجز والعوائق تختفي كي تُدخلك في حميمية معه. باعترافك بضعفك وهشاشتك وصغرك، تختفي حواجز أخرى. بتقبلك حبه، لا تختفي حواجز أخرى فحسب، بل يصبح حبه مقيمًا فيك. بجعل مسكنك الداخلي موطن حبه، يُسمح لك بأن تدخل في علاقة حميمة معه وأن تكون موحّدًا بمشيئته باستمرار." (المجلد الثالث، رسالة ٣٤)


"يا صغيري، كل خطوة تخطوها يجب أن تكون خطوة إضافية في استسلامك الكامل للمشيئة الإلهية. هذا هو العبور العظيم الذي يقودك إلى ملء الحب! إن ما عشتَه البارحة وما ستعيشه اليوم وغدًا ليس لديه إلا هدف واحد فقط: أن يقودك إلى أبعد في مشيئة الآب. هذا لا يعني أنه يجب عليك أن تمتنع عن استخدام الوسائل العادية المتاحة لك لكي تحصل على نتائج إيجابية. ولكن عليك أن تدرك أن كل هذه الوسائل هي دون أي قيمة إن لم تنبع من مشيئة الآب.

لذلك، يجب أن تكون ثقتك به بالكامل وليس بأحد سواه. فيمكن لمشيئته أن تظهر بحرية فقط من خلال وداعتك واستعدادك لتقبّل كل شيء بالحب – وغالبًا دون أن تفهم أي شيء –. سلّم له من جديد وباستمرار هذه الحالات التي تصادفها حتى تتم مشيئته بحرية. ابق في سلام. فهو وهو وحده الذي يقود سفينتك لكي يقودك إلى أعمق في الحب." (المجلد الثالث، رسالة ٣٧)


"ما يسكن في أعماق كيانك وله قيمة حقيقية، تحصل عليه في اللحظات الحميمة التي نمضيها معًا. فبواسطة هذه الحميمية، تصبح كائن حب يتوافق مع مشيئة الآب ويجري حبه بحرية من خلالك ليصل إلى أشخاص آخرين، أولًا في الخفاء، ليظهر بعد ذلك في العلن. من المهم أن تعرف أن ما تراه هو ضئيل جدًّا مقارنةً مع الواقع. عندئذٍ، بوضعك كل ثقتك بحب الآب، سترتاح من العبء الذي تحمله. طوبى لك لأنك اكتشفت هذه الحقيقة التي هي حقيقة القدرة الفاعلة لحب الآب الذي يظهر دائمًا بدءًا منك، قبل أن تستطيع ملاحظته حولك ومن خلالك. سلم ذاتك أكثر بين ذراعيّ. سلم لي أعباءك؛ وستجد أن نيري خفيف. لا تخف أبدًا. إني معك. إني دائمًا معك لأنني ألتهب حبًّا بك!" (المجلد الثالث، رسالة ٤٠)


"إن القبول بأن تتبعني هو القبول بأن تدع نفسك تتفكك لكي يعاد تشكيلك بحسب إرادة أبي. طوبى لك لأنك وجدت نعمة في عيني ولأن حبي يتبعك باستمرار." (المجلد الثالث، رسالة ٤١)


"هذه هي السلوك – المختلفة تمامًا عن سلوك العالم – التي عليك أن تتخذها عندما يكون عليك أن تتصرف:

- بكونك سألت الآب ما هو الذي يريده، إنك متأكد من أنه هو الذي يلهمك لكي تقرر أو لتتصرّف؛

- بدلًا من أن تعتقد أن تصرّفاتك هي التي سوف تعطي نتائجًا، تُعطى ثقتك إلى الله بالكامل من أجل ما سوف ينتجه تصرّفك؛

- تكون مستعدًّا لتغيير تصرّفك بمجرد أن يصبح ذلك ضروريًّا؛

- تكون مستعدًّا لتقبّل النتيجة حتى وإن كانت معاكسة لما كنت تتمناه؛

- تكون أيضًا مستعدًّا للانسحاب لكي تدع شخصًا آخر يكمّل العمل؛

- تكون مستعدًّا لإنجاز ما يريده الآب وليس لتحقيق رغبتك؛

- تمجّد الآب والآب وحده على النتائج التي يتم الحصول عليها.

إذًا يكمن الفرق الكبير على مستوى أفكارك وسلوكك وثقتك. إن اختبار هذه الطريقة في التصرف هي أهم بكثير مما تعتقد، لأنه سيأتي يوم قريب جدًا حيث سيتصرف الجميع دون استثناء بهذه الطريقة." (المجلد الثالث، رسالة ٤٣)


"يا ابن الآب الحبيب، يا من أنت مختار من أجل رسالة جميلة وكبيرة، تلك الرسالة التي ستُكشَف لك تدريجيًّا، بتقدّمك دائمًا بعمق أكثر في مشيئة أبيك، عليك أن تتجاهل في الوقت الحاضر ما يريد الآب أن يحققه من خلالك حتى ترتبط أفكارك ورغباتك وصلواتك بالمشيئة الإلهية. إنه اتحاد قلبك مع قلبي وقلب أمي القديسة الذي يقودك إلى قلب الآب.

- لتدخل إلى قلب الآب، عليك أن تكون مطهّرًا بالكامل.

- ولكي تكون مطهّرًا، عليك أن تمر بنيران الحب والألم. فعندما تصبح هذه النيران محرقة جدًا بالنسبة لك، أسرع في تسليمها إليّ: وسترى أن نيري خفيف.

ابق مخلصًا للإجابة على الدعوات التي أودعها في قلبك، خاصة دعوتي لك بأن تنضم إليّ كي نطلب من الآب أن ينشر حبه في العديد من القلوب." (المجلد الثالث، رسالة ٤٤)


"لدى الآب دائمًا مخطط حب مثالي لكل من أبنائه على الأرض انطلاقًا مما يكونه الابن ويريده ويفكر فيه. وغالبًا ما تكون رؤية الآب مختلفة تمامًا عن رؤيتك:

- مختلفة في ما يجب أن يتم إنجازه؛

- مختلفة من حيث الوسائل التي يجب استخدامها من أجل تحقيق ذلك أم لا؛

- مختلفة أيضًا من حيث اللحظة المناسبة.

إن رؤية الآب تكون تجاه خير ابنه وفقًا للترتيب الآتي:

- من أجل سعادة حقيقية ودائمة في ما يتعلق بالحياة الأبدية أولًا؛

- من أجل سعادة حقيقية في هذه الحياة؛

- من أجل سعادة حقيقية على الفور.

إن طريقتك هي البحث عن سعادة فورية غالبًا ما لا تدوم أو يمكن أن يكون لها عواقب سلبية على المدى المتوسط والطويل، وحتى في حياتك الأبدية.

إن مجال رؤيتك محدود جدًا، في حين أن مجال رؤية الآب هو بلا حدود لا في المكان ولا في الزمان. في الكثير من الأحيان، ترغب في ربط مشيئة الآب بمشيئتك. يشبه ذلك الرغبة في وضع المحيط في وعاء صغير، بينما يجب أن يحدث عكس ذلك. عندما تكون مشيئتك ضمن مشيئته، يكون لديه الحرية الكاملة للتصرف فيك وحولك ومن خلالك. ويشبه ذلك المحيط بالنسبة للماء التي تُصَب فيه: لا يعود هناك أي فرق بين ماء الوعاء الصغير وماء المحيط. وبما أن مشيئة الآب هي محيط من الحب، إن مشيئتك التي يتم سكبها في مشيئته سيكون لها تأثير في جعلك تصير كائن حب. ستجد جمالك الأصلي وأنت تتحول إلى ما خُلقت من أجله." (المجلد الثالث، رسالة ٤٧)


"في الأزمنة التي تعيش فيها، من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن تطلب من الله الحكمة والتمييز لتتمكن من إدراك ما يأتي من الله وما هو مخالف لمشيئة الله، حتى وإن تم تقديمه تحت ستار الخير. بتقبّلك حبي وبتحوّلك إلى حميم معي أنا، إلهك، ليس لديك ما تخشاه. سوف تُعطى لك الأنوار في حينها لكي تكتشف الأكاذيب التي يتم تقديمها إليك تحت مظهر حقيقة أو فضيلة." (المجلد الثالث، رسالة ٥٩)


"يا صغيري، إني لا أمل أبدًا من تلقي الطلبات، خاصة عندما أرى في القلب الرغبة في إتمام مشيئتي ومشيئة أبي. ما يهم أكثر من المواضيع التي تريد مناقشتها هو الحب الآتي من الآب، ذاك الحب الذي سيجري بين القلوب. لكي تسمح للحب بأن يجري بحرية، عليك أن تطلب من الآب أن يأتي وينتزع منك ومن الآخر كل شعور بالقلق أو الشك أو التحيّز قد يمنع الحب من أن يجري بحرية. من ناحيتك، عليك أن تُعدّ قلبك بالثقة والحب. عليك أن تثق بالملائكة القديسين وبالروح القدس لكي يرشدوك حتى تجري لقاءاتك بحسب مخطط الآب. كن مسبقًا في حالة شكران وتسبيح على لقاءاتك." (المجلد الثالث، رسالة ٦٦)


"بتقبّل الحب الذي يسكبه فيك الآب، إنك تتقبل الثالوث الأقدس الذي يصير حاضرًا فيك أكثر فأكثر، إذًا حرًّا أكثر لإلهامك حتى تكون قراراتك متوافقة مع مشيئته. إنك على الطريق الصحيح. ثابر على هذا الطريق وستكون مُرشدًا في جميع قراراتك. لا تخف، من أعلى السماء، إننا معك ونتشفع من أجلك." (المجلد الثالث، رسالة ٦٨)


"ما يجعل هذه الفترة خصبة بهذا القدر هو موافقتك الكاملة على مشيئة الآب وأنت تتقبّل بحب الحالة التي تجد نفسك فيها لأنه هو يريد أن يكون الأمر هكذا في مخططه للحب. وهذا ما يجعل منك كائن حب وما يسمح لحبه بأن يجري على الأرض. هذا هو، إضافةً إلى ذلك، ما يمكّنك من إعداد نفسك، أو بالأحرى من الاستعداد لتكون سعيدًا معه في الأبدية. تقبّلوا قبلتنا الثلاثية التي تعني:

حب الآب

حميمية الابن

مرافقة الروح القدس بأنواره

إن هذه القبلة الثلاثية تمر دائمًا بيدي أمي القديسة حتى يكون القلب مستعدًّا لتقبّلها وللاستفادة منها بالكامل. بهذه الطريقة يصير هذا القلب الحب." (المجلد الثالث، رسالة ٧١)


"إن الأرض بأكملها تبدأ فترة مهمة جدًّا. يجب إعادة إعطاء الموافقات إلى مشيئة الآب باستمرار من أجل إغلاق الباب على قوى الظلمات التي تسعى بكل الوسائل للدخول إلى القلوب والعقول لخلق الارتباك. أكثر من أي وقت مضى، إن الوقت الآن هو للصلاة والسجود وممارسة الأسرار المقدسة. بواسطة هذه الوسائل تبقى في علاقة حميمة معي وبوحدة مع القديسين والقديسات في الفردوس وعلى الأرض، وتحت رداء والدتي القديسة، وملهمًا من الروح القدس وتحت حماية الملائكة القديسين. وهكذا، لن يكون لديك ما تخشاه! أريد أن أستخدمك لكي أنشر بسرعة هذه الرسالة التي هي مهمة جدًّا.

إن الصلاة والصوم

مهمّان اليوم أكثر من أي وقت مضى!

يجب أن تكون الافخارستيا محور حياتكم!

إن سر المصالحة يحفظكم في نقاوة القلب!

وجّهوا نظركم باستمرار نحو الآب الذي هو الحب،

والذي يقودكم نحو حضارة الحب!" (المجلد الثالث، رسالة ٧٦)


"يا صغيري، هناك العديد من الحلول البشرية التي يمكن أن تكون جيدة. ما يهم هو ألا تتعارض مع مشيئة الآب، فإنه يقترح:

- أن توجّه طلبك إليه قبل اتخاذ قرار؛

- أن يكون قلبك مستعدًا لتقبّل الإجابة؛

- أن تعترف بأنك قد تغوص أكثر في مشكلتك دون مساعدتي؛

- ألا تكون رغبتك في الفوز، بل في التصرف وفقًا لمشيئة أبي؛

- أن تكون قراراتك متوافقة مع قيم كلمتي؛

- أن تكون الخطوات مبنية على حب واحترام الأشخاص، مع السعي وراء مصلحة العمل أو حسن سيره. "(المجلد الثالث، رسالة ٧٨)


"عليك أن تتذكر أن رغبتي هي

- أن تعترف بصغرك؛

- أن تكون وديعًا ومرنًا لتتمم مشيئة الآب؛

- أن تسرع في تقبل دفق الحب الذي يريد الآب سكبه فيك في هذه اللحظة، ودائمًا بشكل أكبر، خاصة في كل افخارستيا؛

- وأن تصبح أداةً لسكب حبه في قلوب الآخرين دون الحكم على طريقتهم في التصرف ودون إدانتهم: بكون مهمتهم ليست مهمتك، ومهمتك ليست مهمتهم.

عليك أن تتصرف وأن ترغب في التصرف بحسب مشيئة الآب، وهذا هو كل شيء. ابقَ مصغيًا إليه جيدًا وستكون مُرشدًا دائمًا للعمل بما يتوافق مع مشيئته." (المجلد الثالث، رسالة ٨٣)


"أيتها النحلة الصغيرة في خليّتي، أنت تمنحيني فرحًا كبيرًا بإخلاصك الكبير، بل خاصة برغبتك الكبيرة في إتمام مشيئتي. تعالي واستريحي على قلبي. من خلال هذه الاستراحة، سوف أعطيك الأنوار التي ستهدي أفكارك وأقوالك وأفعالك، حتى يجري كل شيء بحسب إرادة الآب." (المجلد الثالث، رسالة ٨٧)


"لكي تصير رسولًا بحسب مشيئة الآب، يجب أن تتوقع تجرّدًا ما. فالتجرّد الكبير يجب أن يتم أولًا على مستوى الفكر الذي يحلل ويتخذ قرارات. بعدها ينعكس ذلك على مستوى تصرفاتك. (...)

والآن، بعد هذه الأحداث الأخيرة ونظرًا إلى ما يدور على الأرض، من العادي والطبيعي أن تتساءل في نفسك عما إذا يجب أن يتم مشروعك. يعرف الآب الإجابة الحقيقية على هذا السؤال. أما بالنسبة لك، فعليك أن تتعلم أن تكون طيّعًا وأن تصبح أداة مرنة بين يديه. إنك تصير أداة مرنة عندما تتخلّى عن أفكارك الخاصة وتحليلاتك وطريقتك في الرؤية والحكم والتصرّف حتى تسلم نفسك بالكامل بين يديه وأنت لا ترغب إلا في أن تتمم مشيئته.

إن المعركة تُخاض في داخلك. في موقف قائم، يختلف توجيهك بحسب الجانب الذي ينتصر فيها.

- إذا كانت طريقتك في التفكير والتحليل هي التي تغلب، فأنت تقوم إذًا بتحليل الإيجابيات والسلبيات وتتخذ قرارك.

- أما إذا كانت رغبتك في أن تصبح تلك الأداة المرنة بين يدي الآب، تسلم نفسك له بالكامل، وهو يرشدك في حكمته. كل شيء يصبح واضحًا في ذهنك. إنه يمر عبر الوسائل التي يتم تعليمك إياها: إما مباشرةً أو من خلال الآخرين أو الأحداث. فتعرف أنها مشيئة الآب بالسلام الذي يسكن في داخلك." (المجلد الثالث، رسالة ٨٩)


"يا صغيري، لقد اخترتُك منذ الأزل من أجل هذه الرسالة الكبيرة والجميلة التي تبدأ لك في هذا الوقت. فقد هيّأتك بانتباه وحب. إن تواضعك الكبير وطاعتك إلى المشيئة المقدسة لأبي، أبيك، أبينا، يجعلان منك كنزًا ثمينًا وأداة من الأدوات الأكثر قيمة بين يدي.

إني بحاجة ماسة إليك. شكرًا على تلبيتك ندائي بسخاء. لا تنسَ أن الوقت الأثمن بالنسبة لك هو الوقت الذي نمضيه معًا لنصير حميمَين. دائمًا بتقبّل حبي تصير الحب وتنقل حبي." (المجلد الثالث، رسالة ٩٤)


"طوبى لك، لأنك تفهم بطريقة أفضل، بل خاصة لأنك تعيش بطريقة أفضل الصلاة الجميلة التي علّمتُها:

أبانا الذي في السماوات، 

ليتقدس اسمك،

ليأتِ ملكوتك،

لتكن مشيئتك

كما في السماء كذلك على الأرض.

أعطنا خبزنا كفاف يومنا،

واغفر لنا ذنوبنا وخطايانا،

كما نحن نغفر لمن خطئ إلينا.

ولا تدخلنا في التجارب،

لكن نجنا من الشرير.

آمين.

بهذه الطريقة يتم بناء حضارة الحب، وكنيسة جديدة سوف تنتج مجتمعًا جديدًا مستعدًّا ليستقبلني عند عودتي العظيمة بالمجد." (المجلد الثالث، رسالة ١٠٢)


يسوع

image